"نجود الأهدل"تقول: تجربتي جعلتني أكره
الرجال! انضمت
الطفلة اليمنية نجود علي الأهدل، الحاصلة على جائزة امرأة العام
2008م،
والتي ذاقت مرارة الزواج المبكر، وحملت لقب أصغر مطلقة، إلى حملة
«سيدتي»
(لا لزواج القاصرات)، داعية إلى مواصلة الحملة حتى يصادق مجلس
النواب
اليمني على مشروع قانون سن الزواج، كما تستعد لقراءة كتابها "أنا
نجود..
10 أعوام ومطلقة".
وكانت «سيدتي» قد التقت نجود فور
حصولها على الطلاق، وأجرت معها حوارًا
تناقلته وسائل الإعلام والمواقع
الإلكترونية، واليوم.. نلتقيها مجددًا، ضمن
فعاليات الحملة.
بعدما
أصبحت مشهورة عالميًا، تصف نجود حياتها قائلة: أعيش حياة هادئة
ومستقرة
مع أسرتي، أصبح لدينا منزل بعد حياة الفقر والبؤس والألم التي
عشتها
من قبل، والحمد لله بعد أن حصلت على الطلاق من زوجي -الذي كان يكبرني
بعشرين عامًا- تغيرت حياتي، وعدت إلى طفولتي ومدرستي.
من
اشترى لكم البيت الجديد، وهل هو مسجل باسمك؟
اشتراه لي صاحب
دار للنشر بفرنسا، ميشيل لافون، بـ 25 مليون ريال، وكتبه
باسمي، وأعيش
فيه حاليًا مع بقية أفراد عائلتي، وزوجة والدي الثانية،
وإخواني الـ
15.
في أي صف تدرسين، ومن يتحمل نفقات الدراسة؟
مازلت
في الصف الثالث في مدرسة خاصة بصنعاء، على نفقة دار النشر الفرنسية
التي
طبعت الكتاب، كما أحصل منها على إعانة شهرية للعائلة قدرها 1000
دولار.
هل تروين للآباء والأمهات قصة زواجك مجددًا؟
عندما
أخبرني والدي أنني سأتزوج، وكنت حينها لم أبلغ العاشرة، لم أكن أدرك
معنى
الزواج، وفوجئت بأمي تصحبني إلى «المزينة»، وتزينت دون إدراكي للأمر،
وفي
المساء أخذوني من صنعاء إلى منطقتنا في محافظة حجة، وفي الصباح الباكر
أيقظوني،
وألبسوني فستانًا عاديًا لا يتعدى ثمنه خمسة آلاف ريال يمني،
وبعدها
اقتادوني إلى منزل ذلك الرجل، الذي كان يدعى زوجي.. فبكيت ورفضت،
خاصة
عندما أراد أن يعاشرني، فأجبرني على ذلك، وكنت خائفة ومرعوبة، وكلما
حاول
أبتعد عنه، لكنه لم يتمكن من «اغتصابي» بالضرب والإكراه سوى مرة
واحدة،
والمرة الثانية لم ينل مني، لأنني تمكنت من إغلاق الباب عليه، ولم
يكن
هناك أحد ينقذني من وحشيته، بل إن أمه وأخته كلما هربت منه لألجأ
إليهما،
كانتا تضرباني، وتعيداني إليه، وكانتا تعاملاني كأنني امرأة كبيرة،
بينما أنا طفلة صغيرة، إذ أوكلتا إليَّ أعمال البيت كاملة.
وبعدها
توسلت لزوجي، وتأثر بحالتي النفسية السيئة، فأرجعني إلى بيت أهلي،
الذين
حاولوا إرجاعي معه، لكني رفضت.
هل تفكرين بالزواج مرة أخرى؟
مستحيل،
لأنني مررت بتجربة مفزعة، وأصبح الزواج بالنسبة لي كابوسًا مروعًا
ومرعبًا،
بل إنني أكره الرجال وأراهم متوحشين.
كيف
تصفين شخصيتك بعد الطلاق؟
أصبحت أعتمد على نفسي، وأملك من
الشجاعة ما يجعلني آخذ حقي من دون خوف أو
تردد، فلم أعد نجود الخائفة
والمغلقة عليها الأبواب، وأسرتي فخورة بي.
ما هي الدول
التي سافرت إليها؟
سافرت إلى ألمانيا لإجراء لقاء تليفزيوني
خاص حول تجربة زواجي، وتمت
استضافتي أيضًا في لبنان في برنامج الخط
الأحمر، وبعدها توجهت إلى باريس
لسرد سيرة حياتي وقصة زواجي في كتاب
يحمل اسمي «أنا نجود.. عشرة أعوام..
مطلقة»، والذي تمت ترجمته إلى 19
لغة، وتجري ترجمته حاليًا إلى العربية،
وحصلت على جائزة امرأة العام
2008م، من الولايات المتحدة الأميركية، ولكنني
لم أتسلم الجائزة حتى
الآن، وفي اليمن كرمتني السفارة الأميركية في يوم
المرأة العالمي
بشهادة المرأة الشجاعة.
هل تشاركين مجددًا
في فعاليات لحماية الطفولة في الخارج؟
بعد عودتي من باريس
احتجزت مصلحة الجوازات جواز سفري، ولا أدري السبب،
المهم أنني لا أتمكن
من السفر، على الرغم من تسلمي دعوات أخرى لتكريمي في
الخارج،
وللمشاركة في برامج تليفزيونية حول زواج القاصرات، آخرها دعوتان
إلى
فيينا والقاهرة.
خلافًا لما نشر بأن
خالتها أرشدتها للذهاب إلى المحكمة، تقول نجود: «هذا
الكلام غير صحيح،
ذهبت إلى المحكمة وحدي، عندما كان أهلي خارج المنزل،
فطلبت من أختي
شراء فطور لنا، واستغللت الفرصة، وركبت في سيارة أجرة إلى
المحكمة»،
ورغم تخوفها من منظر الشرطة على باب المحكمة، فقد انتظرت القاضي
لساعات،
وروت له قصتها، وحكم لها بالطلاق.
لجأت نجود إلى
المحكمة لطلب الطلاق، كأول فتاة يمنية تتجرأ وتخرج عن
المألوف، بفضل
شجاعتها وقرارها تمزيق جدار الصمت، فتحولت من ضحية إلى بطلة،
لجرأتها
في الدفاع عن حقوقها، وتحديها القهر والذل والظلم الذي تعرضت له
من قبل
أهلها وزوجها.. وأصبحت من أشهر نساء العالم، ووصفتها هيلاري كلينتون
بأنها "واحدة من أعظم النساء اللائي رأيتهن في حياتي".
سيدتي